'مقدمة كتاب " الشباب والزواج الاختيار وتحقيق السعادة',

تعرف على كتاب " الشباب والزواج الاختيار وتحقيق السعادة" من خلال مقدمته

تأليف: هبة القهوه جي

 " 236صفحة قطع متوسط " 24،5 * 17،5"

صدر عام 2006م

قدم له: الأستاذ الدكتور: بلال حمدي عرابي أستاذ بقسم علم الاجتماع جامعة دمشق وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القنيطرة.

مقدمة كتاب الشباب والزواج الاختيار وتحقيق السعادة

'مقدمة كتاب: الشباب والزواج الاختيار وتحقيق السعادة',

 

الزواج هو سنة الحياة، وهو بداية الحياة المستقرة المأمولة، هذه الخطوة لها أسس ترتبط بالاختيار الصحيح والثقافة التي يحملها المقدم على اختيار الشريك من ذكر أو أنثى، ويدخل في هذا الاختيار عوامل اجتماعية واقتصادية ونفسية... تعبر عن درجة تطور الوعي عند الخطيبين، وتعبر عن الثقافة المجتمعية التي تضع تصورها العام للزواج المقبول اجتماعياً.

 

تناقش الباحثة هبة القهوجي في هذا الكتاب عناصر الزواج الناجح ومفهوم الزواج ونماذجه، مركزةً على الفهم الإسلامي للزواج وعوامل نجاحه من خلال سيرة الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وكيفية تعامله مع زوجاته أمهات المسلمين.

 

أفردت الباحثة فصولا للعلاقة الزوجية والتفاعل الزواجي وصفات كل من الزوج والزوجة ... وهي ترمي من ذلك إلى تحقيق الزواج الناجح المقبول ضمن ثقافة مجتمعنا وبين أبناء وبنات الوطن... ورغم انطلاق الباحثة من وجهة النظر الإسلامية لفهم الزواج، فقد اهتمت بوضع آراء علماء الغرب بالزواج وبالسلطة في الحياة الزوجية... وحتى آراء الشعراء وفهمهم لحواء الزوجة والأم، وهي منبع الحنان وعماد التربية.

 

خصصت الباحثة فصلاً في الكتاب لمشكلات الحياة الزوجية بمختلف أشكالها الصحية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية ... وذكرت نماذج المشاجرات بين الزوجين، ثم استعرضت بعض المشكلات وسبل الحل المقترحة، معتمدة على مجموعة من الكتب العلمية والدينية والاجتماعية المهمة في علم الاجتماع والدين، وكذلك أوردت آراء وتوصيفات الكثير من علماء الفقه والتربية وعلم الاجتماع...

 

كان الفصل الأخير في الكتاب عن الحوار ومهارة الاستماع وهو اختيار يعبر عن موقع الكاتبة الأنثوي، وحلها الشامل لقضايا الزواج: بضرورة تفهم الآخر، الاستماع، الحوار... أساسيات النجاح في الحياة الزوجية، وتحقيق التواصل بين الزوجين، على أسس راسخة ودائمة... في حياة تستمر طوال العمر.

 

خلصت الباحثة هبة القهوجي، في نهاية الكتاب، إلى مجموعة من النصائح للزوجة وأخرى للزوج، تعتمد بمجملها على الواقعية في الحياة الزوجية، وعدم توقع الكمال في الزوج أو الزوجة، لأن هذا التوقع قد يصطدم بحقائق الحياة والأفراد الذين لا كمال فيهم، فالكمال لله وحده.

 

ووصلت الباحثة هبة لفهم الزواج، مؤسسةً اجتماعية، تشبه الكائن الحي الذي يحتاج لتغذية ورعاية لينمو ويستمر، دون أمراض- مشكلات تعيق تطوره وحياته، وتحقيقه لغاياته ووظائفه.

 

تضمن الكتاب خمسة أبواب وعشرة فصول، حاولت الباحثة من خلالها الإحاطة بقضية الزواج في المجتمع، والقضايا المرتبطة بحياة زوجين يلتقيان في بيت واحد، وهما من بيئتين مختلفتين، لتكوين حياة جديدة، تنمو وتستمر بالحب والتفاهم... الذي بتوفره ينمو الأطفال بجو من الألفة والمحبة ... والسعادة.

 

ظهرت في الكتاب شخصية الباحثة هبة العلمية وروحها المرحة، من خلال تلميحاتها الذكية وتعليقاتها، التي تدل على فهم لقضية شائكة وصعبة في حياة الناس. مما ينم عن اطلاعها الواسع على تجربة لم تخض غمارها بعد. رغم ذلك تدل المراجع الكثيرة والحديثة، والاعتماد الكبير على الإنترنت كمصدر للمعرفة والبحث ... على وعي علمي بقضية الزواج ومشكلاته ودوره في حياة المجتمع، أخذتها الباحثة من الكتب ومن آراء أهلها وصديقاتها...


تابعت دراسة ومشوار الباحثة هبة القهوجي خلال سنوات حياتها الجامعية، التي أنجزتها بنجاح وبتفوق لتدخل بعد أن حازت الإجازة في علم الاجتماع إلى دبلومي التأهيل التربوي والإرشاد الاجتماعي من جامعة دمشق. وبذلك تكون الباحثة هبة معدة علمياً بشكل مناسب للمشكلة التي تتناولها، فالإرشاد الأسري هو أحد فروع علم الاجتماع ومن مجالات التربية والإرشاد الاجتماعي المهمة في مجتمعنا. إضافة لكون اختيار قضية الزواج ومشكلاته تعتبر اختياراً موفقاً للبحث، ذلك أن اختيار الشريك والزواج، أهم خطوات الشاب أو الشابة، لأن هذه الخطوة تنقلهما لمرحلة حياتية جديدة، على الغالب لا يعرفان عنها شيئاً يذكر.

 

منذ السنة الأولى وحتى دبلوم الإرشاد الاجتماعي تابعت الطالبة هبة دروسها بجد ومثابرة، نادرة في بنات جيلها، والكثيرات ممن لا يحتجن لمرافقة في الحضور والذهاب، ولا يتابعن محاضراتهن، كما تتابع هبة بجد وإخلاص، وهنا تحية تقدير لوالدها ووالدتها وإخوتها في توفير الجو المناسب لها ومتابعتها، لتعمل وتكافح لتكون ضمن فئة المتفوقين في سنوات الدراسة الجامعية وفي دبلوم الارشاد الاجتماعي. فقد تحدت ظروفها الذاتية الصعبة ، وآمنت بقيمة التعلم والتقدم نحو المستقبل بخطوات واثقة ونفس مرحة ، دائمة الرضا بقضاء الله ، وابتسامة وادعة لم تفارقها أبداً...فهي دائمة التفاؤل والمرح والاستبشار والإيمان العميق بالمستقبل الأفضل... سجل الطالبة هبة القهوجي الدراسي يشهد لها بالتفوق والمثابرة ، خلال حياتها الجامعية ، وإنجاز الباحثة هبة القهوجي اليوم في هذا الكتاب ، وفي هذه المعالجة الموسعة لموضوع الزواج ومشكلاته ، يشهد لها بأنها باحثة متمكنة من أصول البحث العلمي وتقنياته ومراحله... حتى أتمت هذا الكتاب البحثي في الارشاد الأسري وقضايا الزواج .

 

خلال خطوات البحث ومراحله كان دوري هو فقط الحرص على تسلسل خطوات البحث العلمية وقواعد التوثيق العلمي، حفظاً لحقوق الآخرين ودوري الأهم هو تشجيع طالبة الأمس – باحثة اليوم على المثابرة والكد، إلى جانب إيماني بقدرتها على تحويل الأحلام إلى عمل فعلي بالجد والعمل والتصميم... وما هذا العمل العلمي إلا بداية الطريق المأمول لكاتبة واعدة في سورية، وباحثة متمكنة من ناصية العمل العلمي الاجتماعي، لدراسة قضايا اجتماعية وتربوية متعددة، يمكن أن تتناولها الباحثة هبة القهوجي وتبدع فيها.

 

التربية والتعليم هي أهم مهمات التنمية في مجتمعنا، ومهمة المعلم هي رعاية جيل الباحثين الشباب، رعاية لغراس وأشجار الوطن الغالي، التي يتولى المعلم رعايتها لتثمر خيراً كثيراً لأمتنا ولوطننا. وهبة هي شجرة باسقة وغرسة طيبة في تربة طيبة من أهلها وجامعتها ومجتمعها ... أثمرت جهدها الأول بحثا علميا للزواج وللأسرة الناجحة المتماسكة، وستتابع الباحثة هبة القهوجي هذا الطريق العلمي الخير، من أجل مستقبل مشرق للأجيال القادمة... وفقها الله.


دمشق في صفر 1427

الموافق في آذار 2006

الدكتور بلال عرابي       

أستاذ علم الاجتماع بجامعة دمشق


تقرير حول كتاب" الشباب والزواج الاختيار وتحقيق السعادة" قناة اقرأ الفضائية. برنامج الدنيا بخير 2006م


اقرأ أيضاً:

تعريف بكتاب: " الشباب والزواج الاختيار وتحقيق السعادة ".

إهداء كتاب: " الشباب والزواج الاختيار وتحقيق السعادة ".

تعريف بسلسلة: " لمن سترفع القبعة؟ ".


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-