'مقدمة كتاب: للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين',

'مقدمة كتاب: للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين',

تأكد أنك وجدت ضالتك، والمرشد الصحيح لتربية أبناءك، من " الألف إلى الياء" صفحات تعكس مضمون كتاب.

إنها مقدمة كتاب: " للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين"

من سلسلة: " لمن سترفع القبعة؟ "

تأليف: هبة القهوه جي

336 صفحة. قطع صغير " 21 * 14"

دار المعراج دمشق - سوريا.

صدر عام 2018م بفضل الله تعالى

الحقوق الفكرية محفوظة للمؤلفة، لدى مديرية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بموجب وثيقة الإيداع رقم: 3714.

للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين

'مقدمة كتاب: للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين',

منذ طفولتنا ونحن نرسم أجمل حلم صغير، نكبر ويكبر معنا، نتغيَّر ولا يتغيَّر الحلم، نعدُّ الأيام والسنوات إلى أنْ نصل لتلك اللحظة، عندما نحتفل بفرحة تأسيس أسرة جديدة (أب وأم وأطفال).

وفجأة وبدل أنْ يُشرِق الحلم فجراً جديداً، يتفجَّر صراع مع هؤلاء الصغار الَّذين يكبرون أمامنا، وتكبَر معهم مشكلاتنا ومشكلاتهم. ليصبح الحلم كابوس (صراخ وشجار وتوتُّر وقلق) وحياة فوضوية لا ندري كيف سنعيد تنظيمها. فنتبنّى نظرية الفوضى الخلاّقة، ونقنع أنفسنا أنَّها أسلوب تربوي حديث قائم على منح الأبناء حرِّيَّة مطلقة في السلوك والتفكير والكلام... مقابل عشوائية في ردود أفعالنا كآباء وأمَّهات.

وتمضي السنون، وتقتحم حياة أسرتنا الصغيرة أسطورة (مرحلة المراهقة) وكأنَّها متاهة مظلمة تجذبنا نحن وأبناءنا الَّذين أصبحوا مراهقين إليها، فنتخبَّط بجدرانها، ونغرق في مستنقعاتها، وأحياناً تكبِّلنا بِحبالِها فلا ندري ما نفعل، وغالباً ما نصطدم ببعضنا البعض، فنتألم بصمت، أو يعلو صراخنا، فيبحث كل واحد منّا عن مخرج من تلك المتاهة، منفرداً بنفسه ناجياً بها. وبعد عدّة جولات نخرج جميعاً من تلك الدوّامة، ولكن من طرق مختلفة، لنجد أنَّنا قد فقدنا معظم خيوط التواصل والتفاهم والتآلف بيننا كأسرة، ولم نعُد سوى زوجين مختلفين دائماً على كل شيء متعلِّق بالأبناء، وصراعات أزلية مع الأبناء، وإخوة متناثرين في كل الاتِّجاهات...

ولكن... لماذا تحوَّل ذلك الحلم الوردي الجميل إلى هذا الكابوس المرعب؟؟؟

والجواب بسيط جدّاً.

لأنَّنا غرقنا في الأحلام والتخيُّلات، وتركنا أمواج الحياة تتخبَّط بنا كما تشاء، متمسكين بنصائح هذا وذاك، وإرشادات أم فلان وأبو علاّن، مع بعض الاجتهادات الشخصية، والابتكارات الإبداعية في فنون التربية، رافضين كل النظريات التربوية معتبرين أنَّها قديمة بالية..

فنعيش حياتنا الأسرية على فطرة الجاهلية، وكأنَّها رحلة قطار له محطات ثابتة نمر بها بحتمية تلقائية. أو مغامرة غامضة نتعلم من تجاربنا الشخصية، ننجح أحياناً، ونفشل أحياناً أخرى، وللأسف مقتنعين بإنجازاتنا، مفتخرين بها مع كل مساوئها.

أمّا بالنسبة للأبناء فقد نشؤوا منفصلين عن أسرِهم، يَعتبِرون أنفسهم ضيوفاً ينبغي الاهتمام بهم وتدليلهم، وتلبية رغباتهم وطلباتهم، وعلى الآباء إيجاد سبل التفاهم معهم، وفهمهم والعمل على بناء علاقة إيجابية ترضيهم. إنَّهم لا يُحمِّلون أنفسهم أي مسؤولية في بناء علاقة جيدة مع آبائهم، ولا يصدِّقون أنَّ لهم دور أساسي في بناء علاقات الأسرة وحمايتها.

والواقع أنَّ حلم الأسرة المثالية، هو مشروع حياة، يجب أن نخطِّط له جيداً، ونضع الاستراتيجيات المناسبة لنجاحه، ونشارك به كل أفراد الأسرة، ونتعلم منهجية إدارة هذه المؤسسة العظيمة، وندرب أنفسنا على كل دور سنقوم به، ونعمل على توزيع الأدوار على الجميع، وتحميل كل فرد مسؤولياته، وتدريبه على إتقان مهامه، وعلينا أنْ نتسلح بالخبرات والمعارف المنهجية للقيام بمهمّاتنا حسب كل مرحلة من المراحل التي تمرُّ بها أسرتنا، وكيف ندير شؤون أبنائنا، وكيف نبني جيل المستقبل بوعي ونضج وثقة. متفقين معهم على أنَّ نجاح هذه الأسرة هي مسؤولية الجميع، وأنَّ سر سعادتنا هو الحب والتفاهم والمشاركة.

عندئذٍ ستثمر جهودنا مشروعاً ناجحاً متميزاً. ويصبح الحلم حقيقة مشرقة.

وأول خطوة صحيحة على طريق النجاح في تربية الأبناء، هي معرفة الوظيفة الحقيقية للأبوين في الأسرة، وما الَّذي يؤثِّر في سلوكهما، وأساليب معاملتهما لأبنائهما. وأهم السلبيات التربوية التي يرتكبونها كآباء وتتسبب لهم بالمشكلات. والطرق الصحيحة لتربية الأبناء في كل مرحلة من مراحل نموّهم.

والوعي بأنَّ للأبوين دور أساسي في بلورة شخصية الابن من جهة، وبناء العلاقة معه من جهة أخرى، ويكون ذلك من خلال القواعد التربوية التي يتبعونها في توجيهه وتنشئته، مثل مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء- المرونة- القدوة... إلخ، وكذلك نظرتهم الإيجابية إليه وتقبلهم له، أو نظرتهم السلبية ورفضهم له، تسامحهم معه، أو نبذه ...إلخ، والأهم من ذلك كله موقفهم من مشكلاته كالتمرد والعدوان، أو كثرة الشكوى، وطرق معالجتها ومعرفة متى يقولان للابن لا، ومتى يتجاهلان سلوكه الخاطئ، أو كيف يدفعانه للتراجع عن خطئه وتصحيحه.

والمشكلة أنَّ الكثير من الآباء يعاملون ابنهم، معاملة تكاد أنْ تكون واحدة في مختلف مراحل عمره. وهم بهذا لا يدركون أنَّ ابنهم يتقدم في العمر وخاصة في مرحلة المراهقة، وتتغيَّر ظروفه الجسمية، والعقلية، والنفسية والعاطفية، والاجتماعية والسلوكية. وهذا التغيُّر يتطلَّب تعديلاً في أسلوب التعامل معه. وإلا فإنَّ استمرار نفس المعاملة الطفلية الأولى، قد يؤدي به إلى التعبير عن نفسه بصور شتى غير مرغوب فيها، كالتمرد العدوان، أو الانسحاب والانطواء، أو الانحراف.

ولنستطيع تجاوز أزمات مرحلة مراهقة الأبناء علينا دراسة سمات وخصائص هذه المرحلة الحساسة، وكيفية التفاعل مع أبنائنا وتوعيتهم حول هذه التغيرات، ليحققوا مراهقة متوافقة خالية من الأزمات، تكون ثمرة لأسلوب المعاملة الوالدية الواعية والمتوازنة والقائمة على الحوار وتحديد الحقوق والواجبات. وتحميل الابن المسؤولية في حل مشكلاته داخل الأسرة وخارجها.

وكل هذه المحاور هي موضوع بحثنا في هذا الكتاب، بالإضافة إلى بحث تفصيلي حول التربية الجنسية للأطفال والمراهقين، وهي أحد أهم أسس التربية والتي يتجاهلها معظم الآباء، ويتهربون من التطرق لموضوعاتها الحساسة، متخلّين عن مسؤوليتهم الأساسية في بلورة ثقافة الابن الجنسية الصحيحة والسوية.

كما سنناقش معاً أهم العوامل التي تشكل شخصية المراهق، وهو كيفية تواصله مع أبويه، وكيفية تواصلهما معه، ودورهما في بلورة البنية النفسية والعاطفية والسلوكية والاجتماعية له. فلا يكفي عند دراسة نمط حياة المراهق، أنْ نقوم بتحليل ماذا يفعل وكيف يتصرف ويتفاعل فقط، وإنما يجب أنْ نبحث أيضاً كيف يتواصل، ومع من.

وكل هذه الموضوعات والأفكار سنطرحها بطريقة شيِّقة مبسطة، تجمَع بين المعلومة العلمية، والمهارات العملية التطبيقية، بالإضافة إلى الأمثلة والنماذج والمواقف التي تعيشها كل أسرة.


استراتيجياتنا:

- الوعي بالذات (آباء ومراهقين).

- فهم الآخر وتقبله (آباء وأبناء).

- التسلح بالمعرفة والعلم.

- تطبيق ما نقرأه ونتعلمه.

- الاعتراف بالآخر وبجدارته.

- التركيز على المشاعر الإيجابية والتعبير عنها.


شعارنا:

سعادة أسرتنا واستقرارها. مسؤولِيَّتنا جميعاً (آباء ومراهقين).


سلسلة لمن سترفع القبعة متوفرة في سورية وتركيا وجميع الدول العربية.

تعرف على وكلاء التوزيع.


ويمكنك طلب كتاب" للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين" Online من خلال:

كتابك لبابك

مكتبة جرير

صفحات

مؤسسة سندباد التعليمية (السويد)

دار السلام (مصر)


اقرأ أيضاً:

تعريف بكتاب: " للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين ".

إهداء كتاب: " للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين ".

تعريف بسلسلة: " لمن سترفع القبعة؟ ".

- مقدمة كتاب: " الشباب والزواج الاختيار وتحقيق السعادة ".


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-