نداء حب لمن هاجر بعيداً، ويتلهف القلب لعودته إلى حضن أحبابه، تلك قصة النسر المهاجر.
النسر المهاجر
كان يا ما كان، في كل عصر وزمان.
كان هناك نسراً جارحاً، ولد في مملكة خيالية، يحكمها
أبوه ملك
النسور.
كان منذ نعومة أظافره يتقن صيد غنائمه. تدرب في كنف أبيه،
وتعلم منه أسرار السيادة والريادة.
تألق يافعاً، وأبدع ناضجاً.
وفي شتاء عاصف، هاجت الدنيا وماجت.
وسدت الآفاق أسراب هائلة من الطيور والجوارح المهاجرة.
حملت معها نسرنا الطموح.
حطته الرحال في روضة من الياقوت والمرجان.
ومنذ اللحظة الأولى، أبهر نسرنا ساكني تلك البلاد.
بجميل طلته. وبهاء تحليقه. واحترافية أدائه.
بنو له قصر من أرجوان. وقدموا له ولائم على أطباق من
مرجان.
ولائم ملغومة بمسحوق النسيان.
أرادوا محو ذاكرته، لعله ينسى سيرته الأولى.
ويمكث في مملكتهم ضيف شرف. يحظى بالعز والدلال.
لا يفكر في غده. ولا أمسه. فالحياة مكفولة والأرزاق
مضمونة..
مضت الأيام.
ونسرنا يحلق في سمائهم المحدودة.
لم يكن الأمر صعباً عليه. بالمقارنة مع خبراته
وإمكانياته.
كان يحلق عالياً، بمجرد التصفيق بجناحيه.
وذات مرة مر نسرنا على بحيرة مائها عذب رقراق.
نظر لنفسه على سطح الماء. فرأى صورته المحدودة.
لم يصدق ما رأى!
طار ثم حط ثانية.
فوجد الصورة نفسها.
عاد وطار عالياً. ثم حط ثالثة.
تأكد. إنه هو.
لقد رأى صورة غريبة لم يعهدها.
عاد بذاكرته قليلاً.
غريب..
كان في مملكته إذا وقف على ضفة بحيرة وفرد جناحيه حجب
ضوء الشمس عن صفحة الماء.
رويداً رويداً. بدأ شريط الذكريات ينساب على صفحات
البحيرة.
وبدأ هواء وطنه يخترق جناحيه.
واستحضره صوت عاصف. يستنهض غريزة الصيد بداخله.
غريزة النسر الجارح الذي لا ينتظر طبق اللحم.
وإنما يترصد غنيمته. من عباب السماء. وينقض عليها
بلمحة البصر.
فيظفر برزق كبير وخير وفير بفضل الله.
ودون سابق إنذار.
صاح ذاك الصوت الأجش:
انهض أيها النسر العنيد. وحلق في سماءك حراً كما تشاء.
فض عنك قيود مملكة المخصصات اليومية.
انهض فلم تخلق لتكون أسير فكرة الثبات.
بل خلقت سيد نفسك. تحكمك حريتك.
يقودك العنفوان. تنتزع غنيمتك من فم خصمك.
تحلق متى تشاء. وتغفو كما تريد.
واحذر... التردد. فهو عدو الشجاعة.
ولا تخشى المغامرة فهي سر التألق.
ولولا المخاطرة لما تميزت بوصفك "جارحاً" عن
ثائر طيور المعمورة.
وتذكر.
التمهل سلاح يقتل أسيره في معارك الحياة.
والجُرأة. هي القلب النابض لصاحب كل قرار.
ت. تقوى.
ا. أمانة.
ج. جرأة.
ر. رحمة.
مبادئ ولد وشب النسر عليها.
واستمر صدى تلك الكلمات يرن في وجدان نسرنا الجارح.
إلى أن جاء يوم مشرق. سطعت فيه شمس العزيمة والإصرار.
وانطلق نسرنا الحبيب في رحلة العودة إلى عهده الذهبي.
ليولد من جديد نسراً جارحاً متألقاً. واثقاً. حازماً.
يحكم مملكته ومملكة أبائه وأجداده.
المملكة التي سيورثها لأبنائه النسور.
فكل عام وأنت حبيبي.
كل عام وأنت صديقي.
من العصفورة الصغيرة شقيقة النسر المهاجر.
ولا تسألني كيف صارت! يمكن خلل جيني.
نسر وعصفورة أخوات!!! عادي.
بقلم: هبة القهوجي
30 - كانون الثاني - 2020م
تشعر – تشعرين- بالإحباط أو القلق أو التوتر، ولديك بعض المشكلات التي تؤثر على نشاطك وحياتك. ويصعب عليك تجاوز تلك الظروف.
يمكنك التخلص من كل قلق أو توتر، واستعادة حيويتك ونشاطك وحل مشكلاتك، من خلال استشارة متخصصة
يمكنكِ طلب استشارة مباشرة مع الأستاذة " هبة القهوجي "
من خلال اتصل بنا
أو الاتصال عبر WhatsApp
لمعرفة تفاصيل حول كيفية حجز وتثبيت الاستشارة، وطريقة الدفع اضغط هنا
احصل على كتب وإصدارات الكاتبة والمؤلفة: هبة القهوجي
من خلال اتصل بنا.
أو الاتصال عبر WhatsApp
أو زيارة قسم " كتب وإصدارات" والتعرف على وكلاء التوزيع
النسر المهاجر... قصة
ترويها " هبة القهوجي"