كيف يمكن حل مشكلة صراخ الطفل. أو العناد.. أو البكاء المتواصل الهستيري والذي قد يصل إلى درجة الإقياء مما يسبب الخوف لدى الأبوين على صغيرهما فيسرعان إلى تلبية حاجات الطفل. وتنفيذ جميع رغباته. فكيف نستطيع ضبط هذا السلوك المزعج لدى أطفالنا؟
تلبية حاجات الطفل
طفل صغير... أجمل من القمر. قلبه كالثلج
الأبيض. عيونه بصفاء السماء. روحه طاهرة. وعقله صغير ولكنه متقد هو شعلة ذكاء...
له احتياجات وطلبات يسعى للحصول عليها ومازال
عاجزا عن تلبيتها بمفرده. لذلك يلجأ للمحيطين به وخاصة أبويه أو إخوته. وهو يجرب
عدة طرق لتحقيق ذلك ومنها:
- الصراخ الإلحاح - العناد.
- البكاء الهستيري لدرجة الإقياء أحياناً.
عدم الرد على أبويه وعدم سماع الكلام.
أو الحرب العاطفية - أي لا أحبكم أنتو مو
حلوين...
وبذكاء يفهم أيها الأفضل والذي يجعل أبويه
يعطيانه ما يريد ويحقق هدفه..
وكلما تأكد من تحقيق استجابة الأهل له تمسك بهذا الأسلوب أو ذاك؟ متبعا بالفطرة نظرية بافلوف "ربط المثير الشرطي بالاستجابة والحصول على المعزز"
وأحيانا يعمد الأهل إلى زجر الطفل والامتناع
عن تلبية طلبه. أو عقوبته. ولكن هذا الحل لا يفيد!!! لسبب بديهي...!! هو أنه يريد
هذا الشيء. ولم يحصل عليه بعد!! وهو لم ولن يتراجع عن طلبه وهو بالنسبة له مهم جدا
ومصيري وسيتمسك به حتى يحصل عليه. وهو صبور. ومتفرغ تماما للحصول على قطعة
الشوكولا.
على خلاف الأبوان المشغولان بالعديد من
القضايا. واللذان يبحثان عن الهدوء والراحة لبعض الوقت في البيت.
وهما مستعدان لإعطائه الشوكولا مثلا دون
تفكير مقابل أن يكف عن الصراخ أو البكاء.
وفي النهاية ينتصر الأكثر إصرارا على موقفه.
مقابل استسلام الطرف الآخر وغالبا ما يكون الأبوين. حيث أن خضوعهما للطفل يأتي كحل
للتخلص من سلوكه المزعج. وصرفه عنهم.
وهكذا نلاحظ كيف أن الطفل الصغير بذكائه
يتحكم بسلوك الأهل وردود أفعالهم. وأكثر ما يستطيعان فعله. هو التشكي والتذمر من
سلوك ابنهما. أثناء تلبية طلبه أو بعد ذلك ومناشدة كل من حولهما لإيجاد حل
لمشكلتهما مع ابنهما...
ولكن لماذا لا يلجأ الطفل لأساليب أكثر لطفا
وهدوء؟
لسبب بسيط جدا!!! لأن اللطف والهدوء قد لا يوصل طلبه إلى أذني الأبوين. فعندما يطلب بلطف يتجاهله من حوله وينصرفون عنه لأعمالهم الأكثر أهمية. ولا يلتفتون إليه بسرعة.
أو يقدمون له الوعود ولكن يتأخرون في تلبيتها
أو ينسوها تماما.
وسيقول الكثيرون منا: ليس صحيحا! نحن نقدم
لابننا كل ما يريد! نحن مكرسون أنفسنا من أجله! طلباته كثيرة لا تنتهي!!!
هذا صحيح ولكن علينا أن نفهم أنه مثلما نحن حاجاتنا كثيرة لا تنتهي طوال النهار. كذلك الطفل. ولكن الفرق هو أننا نلبي بأنفسنا معظم احتياجاتنا، مقابل القليل الذي نطلبه من الآخرين. على عكس الطفل الذي لا يستطيع تلبية سوى القليل من حاجاته، مقابل الكثير الكثير من الحالات التي يحتاج فيها للأبوين.
فما هي الحلول المناسبة:
·
عدم توبيخه. ومهاجمته. بقولنا: " هذا
عيب. أنت غير مهذب.." لأنه سيزداد غضبا وعنفا. فبالإضافة إلى أنك لا تلبي
طلبه تتهمه بأنه سيء. وسيهاجمك أكثر ليدافع عن نفسه.
·
استخدام إيماءات الوجه للتعبير عن الاستياء
بصورة جدية. فيها رفق. مما يحيره ويجعله يصمت محاولاً فهم ما يحدث.
·
تعليم الطفل أساليب لطلب ما يريد بصورة أكثر
لطفا وإيجابية. بدلا من دفعه للبحث عن أساليبه الخاصة. " من فضلك ماما
أريد..."
·
الحزم وعدم تلبية طلبه إذا استخدم الصراخ أو
البكاء مهما كان مزعجا. مع قولنا بهدوء وصوت منخفض: توقف عن الصراخ أو البكاء حتى
أسمعك. أنا لا أفهم عليك ماذا تريد. عندما تنتهي من البكاء تعالى وأخبرني ماذا
تريد وأنا أعطيك إياه...
·
إذا استخدم المشاعر السلبية " لا أحبك..
أنت مو حلو... نحاول اشتراط عكس المشاعر لتلبية طلبه. مثلا: " عندما تحبني
أعطيك هذا. أو التعبير عن الحزن والتأثر الصامت من مشاعره السلبية. بهدف جعله
يتعاطف معنا ويغير طريقة كلامه بحيث يستخدم المشاعر والصفات الجميلة. فالطفل عاطفي
بالفطرة ويتأثر كثيرا عندما يشعر أن حب أبويه له سيتغير.
·
عندما يكون طلبه مرفوض عندنا. نحاول صرف انتباهه
لشيء آخر (إذا كان صغيرا دون أربع سنوات). أما إذا كان أكبر من ذلك نعبر مباشرة عن
رفضنا والسبب من هذا الرفض بوضوح. مع التحذير من الرفض لمجرد الرفض دون سبب أو
لأننا منشغلون ولم نفكر بالموضوع. وأردنا إسكات الطفل فحسب. ومن ثم التراجع عن موقفنا وتلبية طلبه نتيجة ضغطه
وإصراره. فهذا سيعلمه أنك حتى لو رفضت فإن استمراره بالصراخ سيكون مفيدا ويحقق
الهدف.
·
الوفاء بالوعود. وعدم التأخر في تنفيذها.
فمثلا إذا وعدت طفلك أنك ستحضر له لعبة. عندما تخرجان من البيت. فاحرص على تنفيذ
وعدك مهما حصل. لتحافظ على ثقته بك وبكلامك ووعودك. فتساهلك في العهود التي قطعتها
على نفسك لابنك هو السبب الأساسي الذي يجعله يفقد الثقة بك وبكلامك ويدفعه
لاستخدام الإلحاح أو الصراخ لتذكيرك بطلبه.
·
علم ابنك أن يطلب بلطف. قبل أن يفرض عليك
تلبية طلباته بعنف.
·
كن مع ابنك صادقا لطيفا. وفيا بوعودك وعهودك.
يكن لطيفا واثقا بك. يصغي لك ويستجيب لتوجيهاتك..
بقلم: هبة القهوجي
هل لديك مشكلة في عناد طفلك أو صراخه الدائم؟
يمكنكِ طلب استشارة مباشرة مع الأستاذة " هبة القهوجي "
من خلال اتصل بنا
أو الاتصال عبر WhatsApp
لمعرفة تفاصيل حول كيفية حجز وتثبيت الاستشارة، وطريقة الدفع اضغط هنا
احصل على كتب وإصدارات الكاتبة والمؤلفة: هبة القهوجي
من خلال اتصل بنا.
أو الاتصال عبر WhatsApp
أو زيارة قسم " كتب وإصدارات" والتعرف على وكلاء التوزيع
إقرأ أيضاً:
-