'سألت مرآتي',

في مرحلة ما. وبعد العديد من التجارب الناجحة والفاشلة، قد نجد بعض التشويش في رؤيتنا للمستقبل.

وهنا لا بد من وقفة مع الذات، وتقييم ما كان وما سوف يكون.

لذلك وقفت قليلاً وسألت مرآتي عن أحوالي: فقالت:

سألت مرآتي

سألت مرآتي

بحثت عن نفسي في مرآتي

فلم أجد حتى صورة لملامحي

 

عيوني غابت في نفق بعيد

وبريقها ضاع من ضباب الحيرة

 

أما أنفاسي فلم يعد لها عبير

لقد اختنقت بغبار الظروف

 

ولم يبقى من سمعي سوى مطرقة تدوي بضجيج المحيط

 

لقد أطبق لساني على فوهة مزمار عتيق

ولم يعد يصفر سوى حزن وألم وأنين

 

ما هذه المرآة؟ وما تلك الصورة الغريبة؟

إنها لا تعكس سوى وجه شاحب

مبهم بلا ملامح بلا تفاصيل

 

أين أنا؟

 

أين قلعتي التي ضيعت عمري وأنا أبني شرفاتها وأبراجها

كلما هممت في رفع حجر فيها هوى لقاع المنحدر

 

وكلما نقشت حرفاً جديداً على جدرانها

وجدته يمسح من أوراقي سطوراً كثيرة

وبدل أن يضاف إلى قصيدتي بيتاً، يضيع من كتابي فصلاً

 

ترى لماذا يضيع كل جهد عبثاً؟

هل رسمت أعمالي على صفحات البحر الغادر؟

أم شيدت أحلامي على حفنات الرمل المبعثر؟

هل أنا صياد اللؤلؤ في صحراء الربع الخالي؟

أم باحث عن حقول النفط بين أغصان الشجر؟

 

هل فعلاً زرعت القمح والزيتون والتفاح والعنب؟

أم أني ألقيت على العشب بذور يابسة، وسميتها سنابل القمح والأرز والقصب

هل كان بين الأوراق ثمر؟

أم مجرد قش وقشور وأثار عصفور نسي معنى السمر

 

أين مزرعتي؟ أين حصاد ربيع عمري؟

تلاشى تحت أقدام الزمان

أم أني من ألقيت فيه عود ثقاب

هل أنا كبائعة الكبريت؟

لطالما أشعلت الثقاب في ظلام الليل

لأرى مستقبلي حلماً بلهيب النار

ثم لا يكاد ينطفِء ويطير مع الدخان

كم شعلة احترقت معي

وتركت أثرها على أطراف أصابعي

وما زلت أعاود التجربة مراراً وتكراراً

دون أن أتعلم...! فقط أتألم...!

 

من يفعل ذلك سوى غافل سكران

لا يعي ما فعل. ولا يستحق ما كان.

هل سيأتي يوم يستيقظ ذلك النعسان

ويفهم حقيقة لعبة الحياة

ويتعلم كيف يرسم خريطة متماسكة الأركان

أم أن الوقت أزف وضاعت منه عقارب الزمان

ولم يعد هناك فرصة لتصحيح مسار قطار الحياة

 

مرت الساعات.. وتلتها الأيام.

وما زلت أسأل مرآتي:

هل أخطأت اختيار الهدف؟

أم أن سهام الليل لا تخطِء ولكن لها أمد وللأمد انقضائ؟

 

بقلم: هبة القهوجي

16 \ حزيران \ 2022م

 

تشعر – تشعرين- بالإحباط أو القلق أو التوتر، ولديك بعض المشكلات التي تؤثر على نشاطك وحياتك. ويصعب عليك تجاوز تلك الظروف.

يمكنك التخلص من كل قلق أو توتر، واستعادة حيويتك ونشاطك وحل مشكلاتك، من خلال استشارة متخصصة


يمكنكِ طلب استشارة مباشرة مع الأستاذة " هبة القهوجي "

من خلال اتصل بنا

أو الاتصال عبر WhatsApp

بروشور استشارات


لمعرفة تفاصيل حول كيفية حجز وتثبيت الاستشارة، وطريقة الدفع اضغط هنا


سلسلة كتب لمن سترفع القبعة

 

احصل على كتب وإصدارات الكاتبة والمؤلفة: هبة القهوجي  

من خلال اتصل بنا.  

أو الاتصال عبر WhatsApp 

أو زيارة قسم " كتب وإصدارات" والتعرف على وكلاء التوزيع


إقرأ أيضاً:

- قلب طفلين بجسد مسنين

- النسر المهاجر

- الليل يسأل من أنا؟

- أظن أني ضيعت نفسي!

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-