3- تصويب الخطأ

ما المقصود بتصويب الخطأ؟

بدأ علماء النفس حديثاً (في ميدان التربية) يؤكدون على أسلوب التصحيح الذاتي للأخطاء. حيث يقوم الفرد بتعديل الخطأ الذي حصل منه. ويطلق على هذا المفهوم في ميدان علم النفس (overcorrection) أي تصويب الخطأ.

ما أهميته؟

هذه الوسيلة تعزز السلوك الايجابي، وتعالج التصرف السلبي في آن واحد.

فمثلا، إذا قام الابن بإلقاء الأشياء على الأرض، أو كسر الصحون تعبيرا عن غضبه، فإن عليه إعادة ترتيب المكان، وجمع الزجاج المكسور، وربما شراء صحون جديدة من مصروفه الخاص (إذا كرر التصرف نفسه). ومن خلال هذه الآلية، يتعلم أن يصحح سلوكه السلبي، وفي نفس الوقت يتعلم ضبط غضبه وعدم التهور، والمحافظة على الأشياء التي حوله، بشكل عملي.

أثره في تهذيب السلوك:

إن أسلوب (التصويب الذاتي للأخطاء) له تأثير عظيم في تنمية وتهذيب سلوك الفرد، لأنه يقوم على أساس الممارسة والعمل المباشر.

ولا شك، أن النصائح العامة، والمواعظ، كثيراً ما تتبعثر مع رياح النسيان، في حين أن التجارب الذاتية، والخبرات الحية عادة تظل أكثر رسوخاً، وأعمق تأثيراً في نفس وذهن الإنسان. ويقال: "قلي وسوف أنسى، أفهمني وقد أتذكر، أشركني وسوف أفهم".

وقد ذكر الترمذي في سننه، أن رجلاً دخل على النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يستأذن، ولم يُسلِّم. فعلَّمه النبي عليه الصلاة والسلام قائلاً: "ارجع فقل السلام عليكم".

مبادئ تصويب الخطأ

‌أ. أن يقتنع الابن أن السلوك الذي صدر منه غير مرغوب به، وعليه أن يتراجع عنه بعمل إجرائي.

‌ب. أن التصويب من جنس العمل. فلا يصح أن يخرب الابن مقتنيات أخيه مثلا ويطلب منه تنظيف الحديقة، أو ترتيب غرفته. بل يجب أن يعيد ترتيب الأشياء لأخيه أو إحضار بديل لها من مصروفه.

‌ج. يهدف إلى تمرين الطفل أو المراهق على الفعل الصحيح.

‌د. أن يكون التصويب محدداً زماناً ومكاناً.

‌ه. يجب أن يكون التصويب الذاتي فورياً، أي بعد حدوث السلوك الغير مرغوب فيه مباشرة.

‌و. أن يكون التصويب مناسباً لعمر الفرد وشخصيته، والموقف الذي وقع فيه (فلكل مقام مقال).

‌ز. يجب أن يعلم الابن بأن الفعل المزعج الذي صدر منه غير مرغوب فيه، وأن الأب أو الأم يكرهان سلوكه الخاطئ. لا هو نفسه، أي أنه كشخص يحبه الجميع.

‌ح. إذا قام الابن بتصويب الخلل، فإنه يستحق الثناء عليه، أو الثواب. فالتربية بالمثوبة (دائماً وأبدا) تسبق التربية بالعقوبة.

‌ط. لا يستخدم التصويب الذاتي في كل الحالات، بل الفكرة مبنية على تقدير واجتهاد الأهل. فهناك أخطاء لا تستدعي الوقوف عندها، لأنها عفوية غير مقصودة.

وهناك حالات قد لا ينفع هذا الأسلوب في علاجه، وقد ينفع أسلوب آخر.

هل تصويب الخطأ يستخدم مع الأبناء فقط؟

وهذا الأسلوب في تصحيح سلوك وأخطاء الآخرين لا يقتصر على الأبناء فحسب. بل يمكن استخدامه في مختلف المواقف المهنية والتربوية والتعليمية والحياة الأسرية أيضا.

قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: ما رأيت صانعة طعام مثل صفية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام، فما مَلَكْتُ نفسي أن كسرته، فقلت يا رسول الله ما كفارته؟ فقال : { إناء كإناء، وطعام كطعام} رواه أحمد في المسند.

قواعد تصحيح سلوك الأبناء خطواتها وضوابطها سنشرحها بالتفصيل ضمن " سلسلة أساليب تصحيح سلوك الأبناء" فكونوا معنا

بقلم: هبة القهوجي

هل تعانين من تصرفات ابنك السيئة؟ وترغبين بتعديل سلوكه ليصبح إيجابي

يمكنكِ طلب استشارة مباشرة مع الأستاذة " هبة القهوجي "

من خلال اتصل بنا

أو الاتصال عبر WhatsApp